mohannadbari

الربا مش حرام!

الربا مش حرام!

عند أرسطو” إن أسوأ شيء في كسب النقود وأبغضها هو الربا” لأن قصد النقود هو التبادل لا أن تزيد عن طريق الفائدة. وهذا الموقف نتيجة حكم أخلاقي يرى فيها أرسطو أن الفائدة انتزاع غير لائق للنقود. وبالعودة للنظام الاقتصادي السائد زمن أرسطو نجد أن الفائدة متعلقة باشباع الحاجات بعيدا عن الاستثمار. فلا ينظر إلي الفائدة كتكلفة انتاج، إنما كشيء يفرضه الأسعد حظاً على الأقل حظاً. وهذا الذي يفسر موقف أرسطو.

في العصور الوسطى كرر اللاهوتي توما الاكويني حكم أرسطو فقال:”إنه لإثم عظيم أنيمارس الاحتيال من أجل بيع شيء بأكثر من سعره العادل”. وهنا نجد أن الأكويني قد ارتكز أيضاً على الأخلاق في تعاطيه مع الاقتصاد. حيث جَوهر القضية نحو عدالة السعر. وهكذا كان تطبيق السعر العادل يفرض بوصفه التزاما دينيا.  وبالعودة لاقتصاد القرون الوسطى في أوروبا نجد أن الأسواق لم تكن إلا جزءا صغيرا من بنية الحياة اليومية. 

لكن في أعقاب توسع السوق والحاجة لمبادلة النقود بالنقود والنقود بالاشياء، أعيد تعريف الفائدة بأنها ما يدفع مقابل رأس مال انتاجي – عندما أصبح واضحا أن الشخص الذي يقترض نقوداً يحقق من هذا الاقتراض نقودا، أصبح من الضروري على المقترض بكل العدل والانصاف أن يقسم بعض العائد مع المقرض الأصلي- أصبحت الفائدة حسنة السمعة. وعندئذ تم تصحيح المفاهيم الدينية والأخلاقية لتتلاءم مع هذا الوضع الجديد.

ــــــــ
* مقتطفات أعيد ترتيبها وصياغتها. بالامكان العودة للمرجع الأصلي في كتاب: تاريخ الفكر الاقتصادي الماضي صورة الحاضر.

dollar_symbol_m

 

One thought on “الربا مش حرام!

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *