mohannadbari

من ذكريات الحياة على كوكب اليمن

درستُ الصف الأول الابتدائي في مدرسة بغداد في مدينة رداع في البيضا، حينها لم يكن في الصف سوى كرسي واحد، أجلسوني عليه عدة أيام كوني كنت غريباً، “كان واضحاً أن هذا أيضاً شيء غريب!”، لم أكن الوحيد الذي لا يملك كتاباً بعد؛ اشتركت مع أربعة آخرين في كتاب اللغة العربية. وأذكرُ جيداً، عندما كنا ننظف الصفّ لم يكن في أيدينا سوى مقشّة “باب الحارة”. في ذلك الوقت، لم يكن هنالك زي مدرسي موّحد للطلبة، كنا نعرف تماماً أنه ليس غريباً ومستهجناً، لو نأتي الى الصف ببيجامة النوم، فقط، في الحالة التي نملكُ فيها سعرها.

في الصف الثاني الابتدائي حدث تطور مُلفِت، فقد أصبحتُ أقتسم كتاب اللغة العربية مع شخص واحد فقط: فصل لي وفصل له!. في أحد الايام، وربما كنّا في إجازة الفصل الدراسي الأول، عدت الى المدرسة، كنت منذهلاً تماماً باكتشافي التطور العجيب الذي لحق بالمدسة، يومها وضعوا لمبة إضاءة في الصف لوحدات من الجيش اليمني الذي كان ينام في المدرسة في أوقات المساء!

سمعت مؤخرا أن مدينة رداع أصبحت معقلا للقاعدة والتنظيمات المتشددة، بطبيعة الحال، لم يكن شيئاً مفاجئ، فوحل الفقر والاستبداد، حتماً لن ينجب إلا الدواعش والحوثيين!