mohannadbari

المنهاج الفلسطيني وفوضى الهوية

SAM_4356

أعتقد ان انتقاء موضوعات كتاب التاريخ للصف السادس على هذا النحو بالذات يعكس فوضى الهوية التي مرت بها السلطة الفلسطينية عندما جرت صياغة المنهاج التعليمي الفلسطيني، حيث نلحظ امتزاج الولاءات المتناقضة وتأخر الأولويات والركون لحالة من التعدد والانتقائية من الماضي العربي الاسلامي من جهة والحاضر العربي الفلسطيني من جهة ثانية وكل ذلك في آن واحد.

هنا تطل مجموعة من التساؤلات للواجهة: ما هو شكل الهوية الذي تأمل وزارة التربية والتعليم تشييده وتعزيزه؟ وماذا يُنتظر من طالب أنهى هذا الكتاب؟ ولماذا تجاهل الكاتب ذكر اسم فلسطين ولا لمرة واحدة في فهرس الموضوعات؟ فهل هو كتاب فلسطيني فعلا؟ وأين هي الخصوصية الوطنية الفلسطينية بين الموضوعات؟ أما إذا ذهبنا للبعد الديني الذي تنحوه موضوعات الكتاب، فما دخل الطفل الفلسطيني بدرس حروب الردة؟ وهل الولاء السياسي الفلسطيني الحديث له علاقة بالولاء الديني؟

لقد تشكلت الدولة الوطنية الحديثة على ركيزتين أساسيتين الأولى هي التعليم الالزمي الذي شكل بوتقة الصهر وإعادة انتاج المواطنين، والثانية كانت الجيش. إن التعليم يطرح سؤال المستقبل الجمعي لا الماضي والتراث. وطالما أن مؤسستنا التعليمية ما تزال تضع تساؤل التعليم في إطار الماضي التراثي، هذا يعني أنها تعيد انتاج صراعات الماضي: الصراعات الطائفية والدينية الخ، وبالتالي تؤسس لانهيارات كبرى في المستقبل.