mohannadbari

حين يغيب المشروع الوطني التحرري والديمقراطي الذي يؤطر أحلام الناس ونضالاتهم، يكف المجتمع عن أن يكون بنية واحدة ينتصر لجميع مركباته وشرائحه وتكف الدولة عن أن تكون وحدة سياسية جامعة تعبر عن تطلعات مواطنيها وتحدد مصيرهم المشترك في مواجهة عالم الرأسمالية الاحتكارية العنيفة، ويتحول الناس في فهمهم لكيانهم السياسي والاجتماعي إلى تصور جديد يرتكز على الفرد باعتبار أن المجتمع هو مجموع أفراده حيث الغلبة للقلة التي تحكم وتمتلك. وفي زحمة الاحتفالات بالحريات والانجازات الفردية لا يبقى للفرد لتأكيد حضور الذات سوى السعي الدءوب لتحقيق النموذج الأمريكي للحقوق السياسية دون الاقتصادية، فالأقوى يأكل والباقي يجوع. أما المآل الذي لا مفر منه في الشق الجنوبي من العالم، فهو المزيد من الاغتراب والعجز والاخفاقات الحتمية. وفي عتمة التنمية العرجاء يعود المفقرون القهقري إلى التشكيلات القبلية والطائفية السابقة على الدولة الحديثة كملاذ أخير للاحتماء من عالم متوحش ويسود الظلام.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *