mohannadbari

العقل زينة!

تخيلوا معي أيها الأصدقاء ما الذي حدث بالأمس بينما كنت جالساً في المقعد الأمامي داخل سيارة أجرة بجوار السائق، والذي تبدو عليه علامات التدين، وذلك عندما كان صوت رجل في المذياع يحكي القصة التالية: “عاش رجل فقير في منزل غاية في البؤس، وكان المنزل ” ينغل” -موضحاً أن هذه الكلمة غزاوية- بالفئران، وفي أحد الأيام ضجر أحد أصدقاء صاحب المنزل من ذلك، فعرض عليه أن يأتي بقطة شرسة تلاحق تلك الفئران وتنظف المنزل. وعلى الرغم من ان الرجل يحب النظافة إلا أنه رفض ذلك العرض خشية من أن تهرب الفئران إلى منازل جيرانه وتقيم عندهم، فيكون قد آذاهم… حتى نهاية ما قاله. وقد أتبعَ المقدّم بعدها بذكر حديث من السيرة النبوية عن فضل الجار، وكيف يجب أن نتخذ من هذا الرجل نموذجاً يحتذى!”. في تلك اللحظة أطلقت ضحكة لم أقدر على كبحها، فكيف لعاقل أن يصدق مثل هذه القصة؟ ثم التفت إلى جهة السائق وقلت له بالله عليك، هل تصدق هذه القصة؟ عندها نظر إلي وأطلق ضحكة كان يحاول جاهداً إخمادها، وقال “لا والله”. في زحمة الضحك تدخل راكب شاب من الخلف وطلب أن يرفع السائق درجة الصوت، واتبعها باستغفار الله. كانت السيارة قد وصلت إلى مقصدي فنزلت وأنا انظر إلى ذاك الشاب المسكين، ولم استطع أن أكف عن الضحك.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *